ندم ماض



الحمد لله، وبعد : نسأل الله السداد في القول والعمل:

في فترة مضت كان بعض من يظلم نفسه يخلو بها مستخفيًا عن أعين الناس؛ كي يفعل ما ابتلي به من معاص وشهوات، ولكنه في قرارة نفسه يعلم أن ما يفعله معصية لا يرتضيها الله عز وجل، فيحاول أحيانًا مجاهدة نفسه في تركها .

ثم بعد انتشار بعض المفاهيم الفاسدة أصبحت تسمع بعضهم ربما يقول لك : (فلها وربك يحلها. أو كم مرة الواحد يعيش؟! أو يارجال كل الناس تصلح كذا يعني واقفه علي أنا؟! أو يغريه شيطانه بأنك أحسن من غيرك أنت تترك فرضين وغيرك لا يصلي أبدًا)؛ حتى لا يؤنبه ضميره عند ارتكابه لذنب ما، ثم انتقلنا لمرحلة أشد خطورة حيث أن ذاك العاصي المقصر بالأمس، والذي كان يرفع أكف الضراعة لله أن يخلصه من ذاك الذنب، وتلك المعصية التي أسرته في سجنها، وخاصة مع انتشار وسائل التواصل، وتسرب المفاهيم الليبرالية، وتصدر أصحاب الفتوى بالإحساس الذي تسمعه يقول [ أحس أن مافيها شيء] فلافقه، ولا علم، ولا مروءة تردعهم عن الكلام في الدين، والتوقيع عن رب العالمين ممن خففوا وطأة الذنب وحرقته في أنفس بعض المقصرين الذي يتحول من مستشعر لذنبه وتقصيره إلى مجادل في أحكام شرعية بعضها من المعلوم من الدين بالضرورة، وبعضها الآخر مما حكي الإجماع عليه، وأقلها وأخفها هو من المكروهات.

في مسند أحمد عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إياكم ومحقرات الذنوب فإنما مثل محقرات الذنوب كقوم نزلوا في بطن وادٍ، فجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود حتى أنضجوا خبزتهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه، وفي صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه، قال: «إنكم لتعملون أعمالاً، هي أدق في أعينكم من الشعر، إن كنا لنعدها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات» قال أبو عبد الله: «يعني بذلك المهلكات».

أخيرًا: يا أخي المقصر وأنا أولكم فلنعلم أننا سنحاسب يوم القيامة وحدنا قال سبحانه: {وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا}، ويا من تحث الناس على المعاصي، أو تهونها في أنفسهم تذكر قول الله تعالى: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ}.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سر مكشوف

وداعًا زاهر

كف لسانك