أيهما أنسب؟



سم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، وبعد:

في هذه الحياة نرى كثرة الشواغل والالتزامات التي تحتّم على المسلم أن يلتزم بما يقول أو يعد، وأن يرتّب وقته ترتيباً سليماً يضع في حسبانه المستجدات والطوارئ.

ويستحضر قول الرسول صلى الله عليه وسلم : (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ).

وقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( إني لأكره أن أرى أحدكم سبهللا لا في عمل دنيا ولا في عمل آخرة ).

وفي هذه الأيام نسمع كثيرًا عن موضوع الإنتاجية في برامج التواصل المختلفة وهذا أمر حسن وجيد لأن هذا يدل على حرص الناس ولو جزئيًا، ونرى حفاوتهم ببعض الأمور المساعدة من ورقة وقلم، أو برامج وتطبيقات التي تساهم في تحقيق ما يريدونه ويخططون له من أهداف، وهذا أيضًا أمر حسن ففي عالم الإدارة أن الهدف المكتوب أقرب للتحقيق مما تجعله في ذهنك.

إلا أن المشكلة هي أن بعض الناس عندما يسمع بفكرة الإنتاجية، ويشاهد البرامج والتطبيقات المتقدمة التي يتحدث عنها بعضهم كبرنامج notion، ويرى المميزات التي يتحدثون عنها فينبهر بها وبقدراتها، بينما كان مستغنٍ بقلمه ومفكرته يؤدي مهامه بشكل جيد جدًا.

فيحاول تعلم ذاك البرنامج من أجل متابعة إنجازه من خلاله فإذا به تمر عليه الأيام وهو تائه محتار، وتحولت الأداة التي يريد تعلمها لإنجاز مهامه إلى غاية في نفسها، فيصبح في حيرة من أمره لا هو الذي تعلمها و سخرها لخدمة أهدافه، ولا الذي تركها عائدا لقلمه ومفكرته لإكمال ما بدأه.

ولذلك خذها قاعدة في عالم الإنتاجية اجعلها نصب عينيك، وعض عليها بالنواجذ:

ليس كل ما كان أكثر تقدمًا هو الأنفع والأنسب فاختر لنفسك الأنسب الذي يساعدك في مهامك بأقل جهد ودع عنك التشتت.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سر مكشوف

وداعًا زاهر

كف لسانك