النباتات في الأدب
وأنت تقلب كتب الأدب تجد في بعض القصائد أن الشعراء يذكرون النباتات في أبياتهم، وهذايستفاد منه في تمييز المناطق بعضها عن بعض، فمن النباتات ما لا ينبت إلا في تهامة ، وبعضها ينبت في نجد، وبعضها حجازي …الخ.
فمثلاً يوجد موضعين باسم قوّ أحدهما في الحجاز، والآخر في نجد، ثم تجد أن بعضهم قال بأن الهجري أنشد لإبن الدٌهَي قوله :
خليليَ سيرا واجعلا هضبَ وابشٍ***مدى الطرفِ من أعضادهن المياسرِ
ومرَّا على (قو) فقيلا بدومه ***وروحا إذا فاءت ظلالُ الهواجرِ
فإن عسى أن تسلما وتغنَما***إذا قيل ترعى بالمُرير الأباعر
فتفهم أن قو هنا هو قو الحجاز؛ لأن الدوم يكثر بأرضها، وقد قال علامة الجزيرة حمد الجاسر رحمه الله: وقو هذا واد عظيم يخترق الجهراء (الجناب) ويقع جنوب تيماء يجزعه الطريق ..وينحدر من المرتفعات الواقعة شمال خيبر (أطراف الحره وماحولها) وينحدر متجها صوب الشمال تاركا جبلي رواف وبرد يمينه.
بينما تجد أن الشماخ الذبياني قال قصيدة له :
عَفا بَطنُ قَوٍّ مِن سُلَيمى فَعالِزُ***فَذاتُ الغَضا فَالمُشرِفاتُ النَواشِزُ
فتهم هنا من كلامه أنه يقصد قوّ نجد لا الحجاز؛ لأنه قرنها بالغضا وهو ينبت في نجد.
وممن اهتم بموضوع النباتات الأديب اللغوي الأصمعي في كتابه النبات وأجود تحقيقاته تحقيق عبدالله الغنيم الذي طُبع في درة الغواص للنشر.
تعليقات
إرسال تعليق